بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
العشق ونزار قبانى
___________
ان الانوثة من علم ربى والشاعر يجب ان ينتقل سريرة الى الشارع ويضع عواطفة تحت تصرف جميع المواطنين
وفى خدمتهم كالتماثيل والارصفة والحدائق العامة .
ونزار لم يكن ليستطيع ان يمارس العشق فى العتمة ولا يستطيع ان يخبىء حبيبتة فى سرداب من الحجر.
بل روائح حبة تفوح بشكل قوى وعنيف اكثر بكثير من روائح كل العاشقين .
يذوب الحنان بعيبيك مثل دوائر الماء
يذوب الزمان،المكان ،الحقول ،البيوت،البحار،المراكب،
يسقط وجهى على الارض مثل الاناء
واحمل وجهى المكسر بين يدى .....
واحلم بامراة تشترية ....
ولكن من يشترون الاوانى القديمة ،قداخبرونى
بان الوجوة الحزينة لا يشتريها النساء
وصلنا الى نقطة الصفر .....
ماذا اقول ؟ وماذا تقولين ؟
كل المواضيع صارت سواء..
وصار الوراء اماما...
وصار الامام وراء...
وصلنا الى ذروة الياس....حيث السماء رصاص..
وحيث العناق قصاص....
وحيث ممارسة الجنس ،اقسى جزاء...
تحبين او لاتحبين ..
ان القضية تعنيك انت على اى حال
فلست اجيد القراءة فى شفتيك ..
لكى اتنباء فى اى وقت
سينفجر الماء تحت الرمال
وفى اى شهر تكونين اكثر عشبا ...
واكثر خصبا ..
وفى اى يوم تكونين قابلة للوصال
تريدين ...اولا تريدين...
ان الانوثة من علم ربى ..
ولو كنت املك خارطة الطقس ،كنت قرات سطرا..سطرا
وبرا ..وبحرا..
ونهدا ..وخصرا..
وكنت تاكدت من اى صوب..تهب رياح الجنوب
ومن اى صوب ..تهب رياح الشمال
وكنت اكتشف طريقى
الى جزر التبغ ، والشالى ، والبرتقال
تحبين او لا تحبين
ان السنين ،الشهور ،الاسابيع
تمرق كالرمال من راحتينا ....
احاول تفسير هذا التشابة فى الحزن فى نظريتنا ..
احاول تفسير هذا الخراب ..
الذى يتراكم شيئا..فشيئا على شفتينك...
احاول ان اتذكر عصر الكلام الجميل
وعصر المياة وعصر النخيل
احاول ترميم حبك ...رغم اقتناعى
بان التصاق الزجاج المكسر ضرب من المستحيل ...
تحبين ..او لا تحبين...
ان القضية لا تستحق الوقوف لديها طويلا...
ولا تستحق الغضب..
لقد اصبح الماء مثل الخشب
لقد اصبح الماء مثل الخشب
وكل النساء اللواتى دخلن حياتى اتين..ورحن ...بغير سبب!!
_____________________________________________
تحياتى لكم وخالص حبى
التوقيع